التزكية الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الحكيم :
( يا ابن آدم ما أنت إلا أنفاس مجموعة فإذا ذهب نفس ذهب بعظك).
أهلاً وسهلاً بكم


No
التزكية الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الحكيم :
( يا ابن آدم ما أنت إلا أنفاس مجموعة فإذا ذهب نفس ذهب بعظك).
أهلاً وسهلاً بكم


No
التزكية الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بالعلوم الشرعية وخاصة علم السلوك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قصيرة: هدية السماء إلى الأرض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أديب
الإدارة
الإدارة
أديب


عدد المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
العمر : 54
الموقع : التزكية الاسلامية

قصة قصيرة: هدية السماء إلى الأرض Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة: هدية السماء إلى الأرض   قصة قصيرة: هدية السماء إلى الأرض Empty13/04/12, 10:12 am


قصة قصيرة: هدية السماء إلى الأرض
دخلت محل الألبسة النسائية وهي في حيرة من أمرها ماذا تشتري وأي (مديل) سترتدي لهذا العيد عندما دخلت المحل لم تجد فيه أحداً إذ أن صاحب المحل كان وقتها في الداخل يرتب بعض الألبسة قبل مجيء الزبائن.. فوقفت تجيل بصرها في أنحاء المحل الواسع ذي الإنارة الشديدة التي تبهر العين وراحت تنظر هنا وهناك ، هذا الموديل أفضل ! لا بل هذا ولو أن لونه أحمر لكان أفضل أم ذاك الموديل الذي تلبسه ميسون.. أجل هو فقد لفتت انتباه طلاب الكلية بلونه الفاقع وهذه السترة التي ارتدتها ليلى في ليلة خطوبة أختها.. أه إنه لشيء محير ماذا سأشتري وفي زاوية القفص البلوري المضاء رأت هذا البنطال الضيق (الفيزون) وبجانبه جلباب أسود ووضعت عبارتين عند كل واحد منهما فعند (الفيزون) كتبت عبارة تقول يوجد في الداخل مقاسات أضيق وألوان مختلفة..
وعند الجلباب كتبت عبارة تقول يوجد غطاء للرأس وقفازين وراحت تنظر وتقارن وصاحب المحل كان قد دخل وجلس خلف طاولته دون أن يكلمها وبدأ يرقبها وهي تخاطب الألبسة حيناً وترد عليها حيناً آخر. فقالت للفيزون الحمد لله أن سعرك غالي كي لا أفكر بشرائك.. أجابها ولكني أسترعي انتباه الكبير والصغير أجابته لأنه لا ترتديك إلا من وضع مائة إشارة استفهام حول أخلاقها فرد بسخرية ماذا تقولين مائة إشارة استفهام ألم ترتديني صديقتك سعاد وهي التي كانت مضرب المثل في الأخلاق.. ألم ترتديني هيلين وهي الطالبة الأولى في الكلية.. فاستشاط الجلباب غيظاً وقال للزبونة لا تسمعي كلام هذا الفاجر الأفاك إن جل غايته أن يجعل الناس تنهش لحمك بسهام نظراتهم المسمومة.. انظري إلي عندما ترتديني هل يظهر شيء من مفاتنك لأصحاب العيون الخائنة وعندما تمرين في الكلية هل يستطيع أحد من هؤلاء المرضى المأفونين أن يرمقك بنظرة شهوة كما يفعل مع صاحبات الفيزون أجابته والله لقد قلت الحق فزميلتي فاطمة عندما تلبس الجلباب تبدو وكأنها ملاك ثم إنها محترمة من قبل الجميع طلاباً كانوا أم أساتذة ولا أحد يستطيع أن يدوس لها على طرف.. فصاح الفيزون كفاك هراء وتخلف كيف تخطب الفتاة وكيف يستطيع الشاب أن يراها هل يشتري سمكاً في الماء إذ لم يرى فخذين مكتزنين باللحم وقواماً رشيقاً وخصراً نحيلاً بما سيعجب أيها الجلباب قل أجابه الجلباب بهدوء الواثق المطمئن ألا تعلم أن الفتاة المؤمنة هي أكثر زواجا ًمن الفتاة السافرة هل هذا صحيح أم لا أجابت والله صحيح لقد تزوجت ماريا وسعدية ولبنى في شهر واحد وفي الجانب الثاني وسكتت قليلاً فقال لها أكملي وماذا في الجانب الثاني فأردفت لقد فسخت هيلين خطبتها مع شادي لأنها أكتشفت أنه كان مرتبطاً بعلاقة غير شرعية مع إحدى زميلاتها... أما سيلينا فقد تركها جورج وقال لها بكل وقاحة إن جسمك ؟؟ النحيل لا يستحق مني كل هذا الانتظار فقال الفيزون أنت أيها الجلباب أصدقني القول أيهما تبدو أجمل الفتاة التي ترتدي الفيزون أم التي ترتدي الجلباب قل بصراحة وإلا ناديت أيّ شاب يمر من هنا وسألته ولا بد أن يكون رأيه مطابقاً لرأيِ... أجاب الجلباب: الجمال مسألة نسبية فالشاب المؤمن يرى أن الفتاة وهي ترتدي الجلباب أشبه ما تكون بجوهرة نفيسة ولا بد لها من صدفة تغطيها ولا تسمح لأحد أن يراها.. أما الفاجر فلا يرى الفتاة إلا جارية في سوق النخاسة فالتي تبدو أجمل تستحق ثمن أكثر..
فصاح الفيزون بأعلى صوته أنزل إلى الجامعة إلى الأسواق إلى كل مكان أيهما أكثر رواجاً الجلباب أم الفيزون فرد الجلباب كعادته بهدوء وقال ومتى كان ما يفعله الناس مقياساً تقاس به الحضارة والأخلاق.. أما سمعت قول الشاعر:
أما ترى البحر يعلو فوقه الجيف *** وفي القاع تستقر اللآلئ والدررُ
فصاح الفيزون ولكن أبقى أنا الشهوة.. فرد عليه الجلباب وأنا الحشمة قال الفيزون أنا صرعة العصر وقال الجلباب أنا العفة والستر وتعالى صياحهما بصوت الزبونة فجاء إليها صاحب المحل وقال لها عفواً أنسة هل استقر رأيك؟ أيهما تريدين؟ صمتت برهة وأحست بالخجل فلقد ارتفع صوتها دون أن تشعر
أتختار الفضيلة أم الرذيلة وقالت بهدوء واتزان أريد هدية السماء إلى الأرض ، أريد الجلباب واعطني غطاء وقفازين أيضاً.
أديب الرشيد حلب في 19 نيسان 1993م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adeeb.yoo7.com
 
قصة قصيرة: هدية السماء إلى الأرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التزكية الإسلامية :: القسم العام :: الأدب والشعر والقصص-
انتقل الى: